واجـبنا نحـو الرسـول صلى الله عليه وسلم إن للرسول صلى الله عليه وسلم حقوقاً وواجبات إذا أدّاها المسلم نفعه الله به ، وأسعده بشفاعته ، وأكرمه بوُرود حوضه ، وسقاه مِن ماء كَوثره .
1ـ محبة الرسول صلى الله عليه وسلم ، أكثر مِن النفس والأهل والمال والولد.
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسٍ عَنْ النَّبِى
-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - .
و حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِى -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
" لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ "
وفــى حـديـث أخـر :
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ -رَضِى
اللَّهُ عَنْهُ -أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -قَالَ:" فَوَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ "
2ـ طاعته في كل ما أمر به مِن دعاء الله وحده ، والاستعانة به، والصدق والأمانة ، وحُسن الخلق ، وغير ذلك مما جاء في القرآن وأحاديثه الصحيحة .
قال الله تعالى : (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىَ)
3ـ التحذير مِن الشرك الذي حذَّر منه الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهو صَرفُ العبادة لغير الله ، كدعاء الأنبياء والأولياء وطلب المدد والعون منهم ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : ( مَن ماتَ وهوَ يدعو مِن دونِ الله نِدّاً دخلَ النار ) . [النِّد : الـمِثل والشريك] « رواه البخاري »
4ـ أن نؤمن بما أخبر به القرآن والرسول صلى الله عليه وسلم ، مِن الصفات ، كَعُلُو الله على عرشه ، تحقيقاً لقوله تعالى:﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ﴾« الأعلى : 1 » وقوله صلى الله عليه وسلم : (إنَّ اللهَ كتبَ كتاباً فهو عِندهُ فوقَ العرش).« متفق عليه »
وأن الله مع عباده يَسمعهم ويراهم ويعلم أحوالهم لقوله تعالى :﴿ قَالَ لَا تَـخَافَا إِنَّنِـي مَعَكُـمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ﴾« طٰه : 46 »
5ـ إنَّ مِن واجب المسلمين أن يشكروا الله على بعثة ومولد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، فيتمسكوا بسُنته ، ومنها صيام يوم الاثنين الذي سُئل عن صومه فقال : ( ذاك يوم وُلدت فيه، وفيه بُعثت ، وعليّ أُنزل ). [ أي القرآن ] . « رواه مسلم »
6ـ أمّا الاحتفال بيوم مولده صلى الله عليه وسلم ، الذي أَحدثه المتأخرون ، فلم يَعرفه الرسول والصحابة والتابعون ولو كان الاحتفال خيراً لسبقونا إليه ، وأرشدنا إليه الرسول صلى الله عليه وسلم ، كما أرشدنا في الحديث السابق إلى صوم يوم الاثنين الذي وُلد فيه ، علماً بأن الرسول صلى الله عليه وسلم ، مات يوم الاثنين ، فليس الفرح بأولى مِن الـحُزن على موته صلى الله عليه وسلم .
7ـ إن الأموال التي تُنفق في الاحتفالات ، لو أُنفقت في بيان شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم ، وسيرته ، وأخلاقه ، وأدبه ، وتواضعه ، ومعجزاته، وأحاديثه ، ودعوته للتوحيد التي بدأ بها رسالته وغيرها من الأمور النافعة ، لو فعل ذلك المسلمون لنصرهم الله كما نصر رسوله صلى الله عليه وسلم .
8ـ إن المحـب الصادق للرسول صلى الله عليه وسلم ، يهمه اِتباع أوامره ، والعمل بسُنته ، والحكم بقرآنه والإكثار مِن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم . المصدر :
كتاب واجبنا نحو رسول الله صلى الله علية وسلمإضافة 1 / إتباعة صلى الله علية وسلم
قال الله تعالى : (
قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبّونَ اللّهَ فَاتّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ) ال عمران أيه 31
وقال الله تعالى :(
لّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ )الأحزاب 21
، وقال تعالى (
قُلْ يَأَيّهَا النّاسُ إِنّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الّذِي لَهُ مُلْكُ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ لآ إِلَـَهَ إِلاّ هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النّبِيّ الاُمّيّ الّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتّبِعُوهُ لَعَلّكُمْ تَهْتَدُونَ ) الأعراف أية 158
2 / فرض محبتة صلى الله علية وسلم
قال الله تعالى : (
قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَآ أَحَبّ إِلَيْكُمْ مّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبّصُواْ حَتّىَ يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ) التوبة أية 24
3 / عبادة الله بما شرع صلى الله عليه وسلم
قال الله تعالى : (
وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىَ ) النجم ايه 3
وحدثنا إسحاق بن إبراهيم وعبد بن حميد.
جميعا عن أبى عامر.
قال عبد: حدثنا عبد الملك بن عمرو.
حدثنا عبد الله بن جعفر الزهرى عن سعد بن إبراهيم.
قال: سألت القاسم بن محمد عن رجل له ثلاثة مساكن.
فأوصى بثلث كل مسكن منها. قال: يجمع ذلك كله فى مسكن واحد.
ثم قال: أخبرتنى عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (
من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد).. (
من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)
وقال تعالى (
مّنْ يُطِعِ الرّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ )
4 / البعد عن إيذائه صلى الله عليه وسلم
قال الله تعالى: (
وَمِنْهُمُ الّذِينَ يُؤْذُونَ النّبِيّ وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لّلّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَالّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )التوبة أيه 61
والأذى المقصود هو ما تشمله هذه الكلمة من معنى سواء وجه الأذى لشخصه الكريم ، أو ما جاء به من رب العالمين ، أو لسنته ، أو لأهل بيته أو لزوجاته أمهات المؤمنين أو لصحابته الأخيار .
5 / الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم :
قال الله تعالى : (
إِنّ اللّهَ وَمَلاَئِكَـتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النّبِيّ يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ صَلّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً )الأحزاب 56
المصدر :
مكتبة السراج المنير